مصادر لبنانية: عملية تبادل الاسرى بين حزب الله و اسرائيل دخلت مرحلة حاسمة

*والد الجندي بيني ابراهام يطالب المسؤولين الاسرائيليين التصرف بصورة لائقة وحكيمة تكفل اعادة المخطوفين* شارون افشل عملية التبادل، قبل ثلاثة اشهر

مصادر لبنانية: عملية تبادل الاسرى بين حزب الله و اسرائيل دخلت مرحلة حاسمة

وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية، قد نشرت في عددها الصادر، امس الثلاثاء، ان الاتفاق الذي توصل اليه الوسيط الالماني إرنست أورلاو بين اسرائيل ومنظمة حزب الله، يضع حلا لقضية اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني ولقضية الملاح الجوي الإسرائيلي المفقود رون أراد.

وحسب الصحيفة عمل الوسيط الألماني على حصر نقاط الاتفاق والخلاف بين الطرفين وهو يعمل على ايجاد حلول وسط للنقاط المختلف بشأنها.

وتداولت مصادر اسرائيلية أمس معلومات عن شروط الطرفين، حزب الله واسرائيل، لتبادل الأسرى. ووفقاً لهذه المصادر يعرض الاسرائيليون في مرحلة أولى الافراج عن الشيخ عبدالكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني مقابل اطلاق الحزب الحنان تنينباوم، وفي مرحلة ثانية يطلق جميع الأسرى اللبنانيين (عددهم 52) مقابل الأسرى والجثمانات الموجودين عند حزب الله.

وقالت المصادر نفسها ان حزب الله لا يزال يشترط الافراج عن جميع الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين مقابل تسليم جميع من يحتجزهم. وأشارت الى أن الجانب الاسرائيلي يدرك أن عرضه لن يلقى القبول لكنه تعمد خفضه ليدفع الجانب الآخر الى خفض توقعاته.

وعلم ان مستشاري الحكومة الاسرائيلية حذروا من قبول عروض حزب الله لأنها ستظهر اسرائيل كـ"طرف مهزوم" يجامل عدواً مثل حزب الله أكثر مما يجامل الحكومة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

وقد انتقدت زوجة رون أراد في حديث اجرته معها إذاعة الجيش الإسرائيلي، امس، موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وقالت إن عائلتها تخشى أن تكون إسرائيل قد تنازلت عن مطلب الحصول على معلومات بشأن أراد كجزء من الصفقة. وأوضحت أن رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي إيلان بيران يتعامل مع رون أراد كـ"صفحة أخرى في التاريخ"، وأن "هذه القضية شغلت المؤسسة العسكرية زمناً طويلاً". وطالبت بعدم الإفراج عن الحاج الديراني قائلة: "في اللحظة التي سيخرج فيها من الحدود، تكون دولة إسرائيل قد تنازلت عن رون أراد".

وكانت مصادر ألمانية قد شددت على وجوب "التكتم" في كل ما يتصل بمفاوضات تبادل الأسرى. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن "جهود الوساطة الإنسانية سرية... ونحن لا نقدم تصريحات حول التفاصيل". نقلت مصادر اسرائيلية عن رئيس بعثة الصليب الاحمر في اسرائيل، فرانسواه بلون، قوله، مساء امس، ان المفاوضات مع حزب الله بشأن تبادل الاسرى واعادة المخطوفين وصلت الى نقطة اللاعودة. وربطت المصادر الاسرائيلية بين هذا التصريح المنسوب الى بلون وزيارته التي قام بها الى منزل عائلة الجندي المفقود بيني ابراهام في مدينة بيتح تكفا، بعد قيام مندوبين اخرين للصليب الاحمر بزيارة منزلي عائلتي الجنديين المخطوفين الآخرين عمر سواعد وعيدي ابيطان.

مع ذلك، ادعى فرانسواه بلون، ان زيارته " اعتيادية وتأتي لابداء التعاطف مع العائلة " موضحا انه ليس شريكا في المفاوضات الجارية حاليا بين منظمة حزب الله اللبنانية واسرائيل لتبادل الاسرى.

في غضون ذلك نقلت مصادر اسرائيلية عن والد الجندي قوله " للمرة الاولى أشعر أن هناك شيئـًا ما يحدث"..معربا عنه امله " بان يتصرف المسؤولون ( الاسرائيلييون ) عن المفاوضات هذه المرة بصورة حكيمة ولائقة تكفل اعادة الأبناء إلى ذويهم" على حد تعبيره وذلك في اشارة - على ما يبدو - الى ما كان قد رشح عن افشال شارون قبل ثلاثة اشهر عملية تبادل كادت تنجح بعد مفاوضات مضنية أجراها الوسيط الالماني مع قيادة "حزب الله" والمسؤولين الاسرائيليين، لكنها جمدت في اللحظة الأخيرة بسبب تراجع رئيس وزراء اسرائيل آريئيل شارون عن التزاماته.

هذا، وكان مصدر أمني لبناني، واسع الاطلاع، قد اكد ان عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله دخلت مرحلة حاسمة، وقد تتم خلال عدة أيام. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصدر لبناني مطلع قوله إن الوسيط الالماني، ارنست اورلاو، الذي يشرف على اتمام تبادل الاسرى موجود في المنطقة، ويتنقل باستمرار بين بيروت وتل أبيب لتسريع انجاز العملية قريباً.

وقال ان "اسرائيل ستفرج عن جميع المعتقلين اللبنانيين الـ19 في سجونها، إضافة الى عدد من الاسرى الفلسطينيين الذين لم يتحدد عددهم بعد نظراً الى قيام الوسيط الالماني بوضع اللائحة النهائية. وقد لا تكون بينهم رموز اساسية".

وكشف المصدر اللبناني ان عملية التبادل كادت تنجح قبل ثلاثة شهور بعد مفاوضات مضنية أجراها الوسيط الالماني مع قيادة "حزب الله" والمسؤولين الاسرائيليين، لكنها جمدت في اللحظة الأخيرة بسبب رفض وزراء اسرائيلـ أريئيل شارون ان تشمل اسرى فلسطينيين.

وأوضح المصدر ان شارون طلب من خلال رئيس طاقم المفاوضات الاسرائيلي، الجنرال في الاحتياط ايلان بيران، التريث لبعض الوقت، مع بدء الحديث عن هدنة بين تل أبيب ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تؤدي لاطلاق دفعة من الأسرى الفلسطينيين (اطلق لاحقاً بضع مئات منهم) وبالتالي تجنب استجابة شروط "حزب الله" باطلاق فلسطينيين.

ورأى المصدر ان سقوط الهدنة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل شجع الوسيط الالماني على معاودة تحركه بين بيروت وتل أبيب بعد تردد، وانه جدد جهوده في ضوء تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ حسن نصرالله قبل شهر بأسر المزيد من الاسرائيليين اذا لم تتقدم المفاوضات.

وأكد المصدر ان رفض قيادة "حزب الله" صرف النظر عن اطلاق فلسطينيين في التبادل بحجة ان ملفهم يبحث في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، دفع في اتجاه تعديل الموقف الاسرائيلي واحداث تقدم في المفاوضات.

وقال المصدر انه ليست لديه المعلومات الكافية عن امكان تضمن الصفقة قضية الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختفوا في بيروت إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982 ومصير الطيار الاسرائيلي رون اراد ، الذي اسقطت طائرته العام 1985، لكنه يعتقد بأن عدم كشف هاتين القضيتين لن يؤثر سلباً في اتمام العملية، ما دام "حزب الله" التزم امام الوسيط الالماني تزويده أي معلومات جديدة يمكن ان تتوافر له عن اراد، مقابل التزام تل أبيب بالمثل بالنسبة للايرانيين.

واعتبر ان موافقة اسرائيل من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر على تسليم جثتين لمقاومين من الحزب سقطا في معارك في الجنوب بعدما كانت تسلمت رسالة مطمئنة من الوسيط الالماني تتعلق بالعقيد الاسرائيلي الحنان تيننباوم، الذي لا يزال في صحة جيدة، تتجاوز اثبات حسن النيات الى البدء في تنفيذ خطوات متلازمة في سياق السيناريو الذي توصل اليه اورلاو مع قيادة الحزب واسرائيل لاقفال الملف بسرعة. وأشار الى انه لا يستبعد ان يكون الاخير نقل الى تل أبيب معلومات اولية. وربما غير مكتملة، عن مصير جنودها الثلاثة الذين اسرهم الحزب في تشرين الاول (اكتوبر) 2000 في مزارع شبعا المحتلة.

التعليقات